منهج الآمدي في(الموازنة بين الطائيين) بين الموضوعية والتعصب
الملخص
إن المعركة النقدية التي دارت رحاها حول مذهب أبي تمام الشعري كانت واحدة من أبرز العوامل التي أدت إلى تطور النقد وتنوع المؤلفات النقدية التي ظهرت في القرن الرابع الهجري، ويعد كتاب الموازنة بين الطائيين لصاحبه أبي الحسن الآمدي(ت370ه) علامة فارقة في تاريخ النقد العربي القديم من حيث منهجيةُ التأليف والبحث أولاً، وتحديد مظاهر الخصومة بين أنصار الطائِيَّين ومعارضيهما ثانياً.
ويتناول البحث دراسة منهج الآمدي في (الموازنة) من جانب واحد فقط، وهو: الموضوعية والتعصب، فقد عرف عن الآمدي تعصبه الشديد للبحتري كونه من الشعراء المطبوعين في حين أنه كان يتحامل على أبي تمام الطائي كونه من أصحاب الشعر المصنوع.
وقد اتخذ البحث من الوصف والتحليل والاستقراء أدوات له في الوقوف على أهم الملاحظات التي يمكن للباحث المتخصص أن يسجلها في أثناء قراءته (الموازنة) من حيث منهجُ الآمدي في تناول شعر أبي تمام، وأن يتتبع مواطن موضوعيته وتعصبه مما يمكن أن يدعم مقولة ابن المستوفي: «أظن الآمدي لتعصبه على أبي تمام كان يضع في شعره أبياتاً مفسودة ليردها عليه»، أو يردها على عقبيها...كل ذلك بشواهد من كلام الآمدي نفسه في (الموازنة).