الانزياح التّركيبيّ في معلّقة النّابغة الذّبياني
الملخص
اهتمّت الدّراسات النّقديّة الحديثة بفنون البلاغة، فكان الانزياح التّركيبيّ ظاهرة أغنت السّاحة النّقديّة، وقد كان له حضور قويّ في معلّقات الجاهليّين، وكان النّابغة الذّبيانيّ في معلّقته فنّاناً في استخدام ذاك الانزياح الذي جعل من معلّقته أكثر بياناً وفصاحة، وجذباً للمتلقّي المُتعطّش إلى الإبداع الرّاقي.
ويعدّ الانزياح التّركيبيّ خروجاً على النّمط التّقليديّ المعياريّ الذي اعتاد عليه المبدعون في قواعدهم اللّغويّة، لكنّه خروج إبداعيّ يقدّم جماليّة خاصّة أساسها كسر الشّكل الثابت لمنظومة القواعد النّحويّة، وإعادة إقامة دعائم بنائيّة لغويّة تزيد النّصّ الأدبيّ جمالاً، وتعطيه هذه النّافذة إيحاءاتٍ دلاليّة تُغني الأسلوب، وتمنح المفردات بسياقٍ خاصٍّ معاني تُبرز قدرة الشّاعر في مرونته مع اللّغة، بوساطة خرقه القواعد اللّغويّة التي ألّفها الآخرون، وقدرته أيضاً على تجاوز الهيكليّة اللفظيّة المألوفة، وإنتاج دلالات عديدة لها سلطة المرونة التي تمنحها معاني خاصّة تختلف باختلاف القرّاء الذين يحاولون بمتعةٍ استنطاق البنية اللّغويّة؛ للوصول إلى إبراز مواطن الانحراف اللّغويّ عن القواعد الثابتة، وجماليّتها.