الاستدعاء الثقافيّ في الشّعر العربيّ المعاصر – قصيدة "أنشودة المطر" لبدر شاكر السّيّاب نموذجاً

الملخص

كان التّراث الإنسانيّ وما يزال مصدراً ثرّاً للشعراء ، لما يتمتّع من قيم خالدة ، ومكانة مقدسة لدى الشّعوب كافة ، وبهذا يضمن الشاعر التأثير في نفوس متلقيه ، وبات توظيف هذا التّراث في شعرنا المعاصر ظاهرة ملفتة للنظر ، وتستحق الوقوف عندها لتمييز غثها من سمينها ، إذ بدأ هذا التوظيف يدخل في بنية الشعر العربي المعاصر ، ولعلّ من أبرز هؤلاء الشعراء الذين نظنُّ أنهم أحسنوا استغلال هذا التّراث بدر شاكر السّيّاب ، ولاسيّما في قصيدته " أنشودة المطر " ففيها إشارات ثقافية متنوعة ومتعددة من القرآن الكريم ، والأساطير والحكاية الشعبية ، ومن الشعر العربي قديمه وحديثه ، ومن الشعر الغربي أيضاً . وهذا إنْ دلّ على شيء فإنّه يدلّ على ثقافة شاعرنا الغنية والمتنوعة وحسن توظيفه إياها كما سنرى في ثنايا البحث . واعتمدنا المنهج التّكاملي في تتبع أنواع الاستدعاءات المختلفة الموظفة في متن النّصّ الشّعريّ " أنشودة المطر " ، وتحليل تلك الاستدعاءات ، وتوصلنا إلى نتائج متعددة ؛ ولعلّ من أهمّها ؛ أهمية الثقافة لشاعرنا المعاصر فهي زاده الأول لكتابة نصّ متميّز من سواه من النصوص الشّعريّة ، وتبيّن لنا ذكاء السّيّاب وعمق توظيفه للاستدعاءت كلّها ، إذ كان توظيفه لثقافته بما يخدم نصّه وليس عرضاً لها ليس إلا ، وهذا أغنى نصّه ، وجعله منفتحاً على قراءات عديدة . وأخيراً كشفت هذه الدراسة عن تجربة السّيّاب الغنية في قصيدته " أنشودة المطر " ومدى تفاعله مع التراث الإنساني الخالد والحي في ضمائر متلقيه