معاني الفروسيّة في فنّ الغزل بين المشرق والأندلس دراسة مقارنة
الملخص
يحتلّ شعر الفروسيّة مكانة عالية عند العرب؛ لأنّه لسانٌ معبّر عن حالهم في أفراحهم وأتراحهم، والسّلاح المؤثر الذّائد عن القبيلة الذي لا تقلّ فاعليّته عن أدوات الحرب وفرسانها.
وتعدّ الفروسيّة والشّعر شيئاً واحداً لا يفصل بينهما، فما إن وجد الشّعر نجد للفروسيّة ذكراً فيه ولو كان عارضاً؛ لأنّ الفروسيّة ومضامينها جزء من حياتهم اليوميّة، فهي مغروسة في نفوسهم، اتّخذت من الشّعر جذوراً لها.
كما ارتبطت الفروسيّة بالغزل، وذلك لأنّ المرأة العربيّة تفضّل الفارس على غيره؛ فهو القادر على حمايتها والذود عنها، فالشّاعر الذي يتغزّل كان عليه أن يقرن ذلك بالحديث عن نفسه، وكرمه، وشجاعته؛ ليبيّن لمحبوبته أنّه أهل لها.
إنّ حبّ الفرسان من أعلى مراتب الحبّ، وغزلهم بعيدٌ عن الحسّيّة المبتذلة، تخالطه روح اللوعة والصّدق والانقياد للمحبوبة.
وظاهرة الخضوع والانقياد للمحبوبة، عرفت بالحبّ الفروسيّ، يقول ابن زيدون:
تِهْ أحتمِلْ واستطِلْ أصبِرْ وعزِّ أَهنْ وولِّ أُقبِلْ وقُلْ أسْمَعْ ومُرْ أُطِعِ