الضمير بين العربية ولهجاتها والعبرية ــــ دراسة مقارنة –
الملخص
للضمائر في اللغة وظيفةٌ خاصةٌ، ومن أجلها وجدت في الاستعمال اللغوي، وهذه الوظيفة ـــ لأهميتهاــــ استلزمت بقاءَ الضمائر، ودوامَ استعمالها بدوام اللغة. وقد كانت الضمائرُ في اللغة العربية محلَّ اهتمامِ النُّحاة واللغويين العرب القدامى، الذين بحثوا في طبيعتها ودلالاتها واستعمالاتها، كما بحثوا في تعريفها وعددها وذِكْرِ ما يتصلُ وما ينفصلُ منها، بيد أنَّ اللغويينَ العرب لم يصلوا إلى نتائج شافية يمكن الرّكون إليها في الإجابة عن هذه التساؤلات؛ ولعلَّ السببَ في ذلك يعود إلى اقتصار دراستهم على اللغة العربية وحدها، وإغفالهم المقارنة مع لغاتٍ ساميةٍ أخرى؛ الأمر الذي انعكس سلباً على النتائج التي توصلوا إليها. انطلاقاً من ذلك جاء بحثنا هذا عن الضمير في اللغة العربية ولهجاتها ـــ دراسةً مقارنة مع اللغة العبريّة، التي تُعَدُّ من أقرب اللُّغاتِ السَّاميّة إليها من حيث استخدام الضمائر، وذلك لما لمسناه من التقارب الكبير بين الضمائر في هاتين اللغتين، علَّنا نحصلُ على إجابات شافيةٍ لبعض التساؤلات الكثيرة التي أُثيرت حول الضمير في اللغة العربية.