قرينة التَّنغيم ودورها في الجملة الإنشائيّة الطلبيّة دراسة في شعر أبي تمّام
الملخص
تسعى هذه الدّراسة إلى بيان وظيفة قرينة التّنغيم في الكشف عن المعنى؛ إذ تُعدُّ من الظّواهر الموسيقيّة الخالصة التي تنشأ تبعاً لحال المُخاطَب ومُقتضاه، ويكشف عنها ارتفاع الصّوت وانخفاضه في أثناء الكلام، وهي ظاهرة أكثر ما كشفت عنها اللّسانيّات الحديثة؛ لكنّنا هنا سنحاول إيضاح مفهومها عند علماء النّحو واللّغة في التّطبيق على بعض أشعار أبي تمّام.
جاءت الدّراسة في مقدّمة ومبحثين، كان الأوَّل في المهاد النّظريّ؛ إذ حاول الكشف عن مفهوم القرينة والتّنغيم، فوجد تعدّد المعاني المعجميّة لمفهوم القرينة، وإن دلّت في بعض الأحيان على معانٍ متقاربةٍ، فنجدها دالّة على معنى الجمع والمُلازمة والمُصاحبة. أمَّا التَّنغيم فهو إحدى القرائن اللّفظيّة التي تصحب طريقة الكلام بارتفاع الصّوت أو انخفاضه، وهذه القرينة اللّفظية تعبّر عن نوعيّة الصّوت ارتفاعاً كان أم انخفاضاً.
وكان المبحث الثّانيّ في إيضاح أنماط التّنغيم في شعر أبي تمّام من تنغيم الاستفهام الّذي نجده يبدأ بنغمة صاعدة ثمّ ينخفض ليبلغ مستوى منخفضاً ثم يعود إلى الارتفاع؛ أي أنَّه مُتذبذب، وتنغيم النّداء إذ يبدأ منخفضاً ثم يرتفع تدريجيّاً ليعود إلى الانخفاض مُجدّداً، وتنغيم النّهي الذي يدلُّ على خاصيّة ارتفاع الإيقاع الصّوتيّ في بداية الجُملة، أمَّا تنغيم الأمر والتعجُّب فنجدهما يخرُجان فيه عن معنييهما اللّذين وُضعا له إلى معنى أخر يقتضيه السّياق.