التّوليف (المونتاج الشّعريّ) في لاميَّة الشَّنفرى
الملخص
ثمَّة علاقةٌ تربط الشعر بالفنون الأخرى من مسرحٍ وقصّة ورسم وغيرها، لكنّنا نجد دلائلَ موجودةً في النّصِّ الشّعريّ تحيل على تجاور فنَّي السّينما والشّعر؛ إذ تجتمع في النّصّ الشّعريّ التّراثيِّ سماتٌ أدبيّة وأخرى سينمائيّة على الرّغم من أنّ الأدبَ سابق السّينما بزمنٍ طويلٍ، ولا غرابة في ذلك، فالسّينما شاعريّة في جوهرها، فثمّة علاقةٌ بين الكلمة المكتوبة والصّورة، ناهيك عن أنَّ السّينما تقدِّم مشاهد بصريّة ذاتَ دلالة، والشّعر بدوره يقدِّم المشاهد بطريقةٍ لغويّةٍ ذات توقيعاتٍ موسيقيّة، وهذا يعني أن ثمّة روابط تربط فنَّي السّينما والشّعر، الأمر الّذي يساعدنا في الوقوف على مدى قدرة الشّاعر الصعلوك بعامّة، والشّنفرى بخاصّة على التّعبير عمَّا يدركه ويحسّه ويشاهده، وبذلك يصبح النّصّ الشّعريّ ذا طاقةٍ تُمَكِّنُ الشّاعر من الانتقال من معنىً إلى معنىً آخر؛ ما يؤكِّد أنّ ذلك الانتقال يجعل النّصّ وحدةً متماسكةً؛ لأنَّ وراءها صدقاً شعوريَّاً غنيَّاً عاناه الشّاعر.