مشكلة الاتصال والانفصال في الفيزياء والفلسفة
الملخص
تُعدُّ مشكلة الاتصال والانفصال من أهمِّ المشكلات النظريَّة التي تحكَّمت بمجمل تصوُّرات الفلاسفة والعلماء لطبيعة المادَّة والزمان والمكان والحركة والطاقة ... إلخ، إذ إنَّ أيَّ مفهوم من المفاهيم المذكورة كان لا بدَّ أن يتصف إمَّا بالصفة الاتصاليَّة وإمَّا بالصفة الانفصاليَّة، وذلك بحسب التطوُّرات والاكتشافات العلميَّة التي تسارعت وتيرتها بشكل غير مسبوق انطلاقاً من الثورة العلميَّة في القرن السابع عشر ووصولاً إلى القرن العشرين الذي شهدت بداياته أعظم نظريتين فيزيائيَّتين على الإطلاق وهما نظريتا النسبيَّة والكوانتم اللتان مهَّدتا الطريق للجمع بين الاتصال والانفصال في آن معاً، بالنسبة للضوء أولاً وللمادَّة ثانياً في نطاق الميكانيكا الموجيَّة، الأمر الذي أفضى إلى نتائج معرفيَّة وفلسفيَّة على صعيد علاقة الذات بموضوعها وعلى صعيد نظرتها إلى الكون أيضاً.