الهوية الوطنيّة السوريّة (الجزيرة السوريّة نموذجا،1920-1958)

المؤلفون

  • د. وائل علي سعيد

الملخص

تنوس الهوية الوطنية السورية بين الهويات ما دون وطنيّة (الطائفيّة والعشائريّة والإثنيّة العِرقيّة) والهُويّات ما فوق وطنيّة (العربيّة والإسلاميّة والاشتراكيّة العلمانيّة)، بالتالي لم توجد هوية وطنية سوريّة تنضبط بالحدود السياسيّة الحالية للقطر العربي السوري. 

سعينا في هذا البحث الى اكتشاف سبب ذلك، فوجدنا أن الهُويّة الوطنيّة هُويّة ثقافيّة، في جوهرها، وبهذا تعود الى أصل اجتماعي، أي من الجماعة، لذلك لوضع تعريف للهُويّة الوطنيّة السوريّة لا بد أولا من وجود جماعة سورية، ذات حدود منسجمة مع الحدود السياسية، من جهة ومن جهة أخرى متفاعلة بشكل متكامل.

ووجدنا أن هذا الأمر لم يتحقق بسبب نمط الإنتاج الكولونيالي الذي تم فرضه بطريقة أو بأخرى على المجتمع السوري عموما ومجتمع الجزيرة السورية خصوصا، من قبل الاحتلال الفرنسي المباشر. هذا الأمر أعاق تطور المجتمع السوري ودخوله في المرحلة المدنية، بشكل كامل فبقي ينوس بين المرحلتين الطبيعية والمدنية.

وبهذا تأججت الهويات ما دون وطنيّة (الطائفيّة، القَبَليّة، الإثنيّة العِرقيّة) بفعل سعي الجماعات ما دون وطنيّة (الطائفة والعشيرة والإثنية العرقية) إلى تكريس حضورها الاجتماعي السياسي، في حين سعت الجماعات المدنيّة (الأحزاب وغيرها) الى بناء هُويّات ما فوق وطنيّة (العروبة والاشتراكيّة العلمانيّة والإسلامية السياسية)، لكنها كانت ضعيفة عموما بالمقارنة مع الهويات ما دون وطنية. 

إذن بناء هُويّة وطنيّة سوريّة يتم من خلال بناء جماعة وطنيّة متكاملة، وهذا يستلزم بدوره الخروج من نمط الإنتاج الكولونيالي، لذلك لا بدّ من العمل على تحقيق بنية اقتصاديّة سياسيّة مستقلة عن البنية الأوربيّة الغربية.

منشور

2024-07-14

إصدار

القسم

سلسلة الآداب والعلوم الإنسانية