قانون التبادلية عند كلود ليفي ستراوس(الانتقال من الطبيعة إلى الثقافة)
الملخص
شكلت اللغة صلة الوصل الأساسية التي ساعدت في فهم الكيفية التي انتقلت عبرها البشرية من حالة التماهي مع الطبيعة الفطرية إلى تشكيل الحالة الثقافية، وكلود ليفي ستراوس كان أبرز من أدخل المنهج اللساني في دراسة الإنسان أي الأنثروبولوجيا وقد اعتبر اللغة بمثابة نسق اجتماعي كسائر الأنساق الاجتماعية الأخرى وحالة تواصل رمزي شملت كل أشكال التبادلات الإنسانية بما فيها الشيفرات والإشارات. ناقش ستراوس قانون التبادلية باعتباره نسق تواصلي لغوي رمزي بين الجماعات البشرية كنموذج لحالة الانتقال من الطبيعة إلى الثقافة الذي تجلى بصورته الأدق من خلال عملية تبادل النساء وما ترتب على ذلك من ظهور قواعد للزواج وحظر إتيان المحارم كحالة تنظيمية يمكن اعتبارها الخط الفاصل بين الحالة الطبيعية الفطرية والحالة الثقافية. يستطيع الباحث في بنيوية ليفي ستراوس خصوصاً أن يلاحظ وبطريقة غير مباشرة أن ثنائية (طبيعة/ ثقافة) وآلية الانتقال بينهما هي الجدلية التي سيطرت بالفعل على ثلة المحاور والقضايا الفلسفية التي قام بمناقشتها على الرغم من عمق وأهمية تلك القضايا متفردة، حتى أننا نكاد نلاحظ أن مجرى ومسار فلسفته يأخذ طريقه دائما ًباتجاه هذه الثنائية فلا ينفك ستراوس يترك مناسبة إلا ويعود من خلالها لتذكيرنا بأن الإنسان وعن طريق اللغة خصوصاً تحول من كائن فطري غريزي طبيعي إلى كائن ثقافي. نريد من خلال هذه المقالة أن نبين ونوضح رأي ستراوس في هذه القضية من خلال تحديده للخط الفاصل فعلاً بين الطبيعة والثقافة والآلية التي انتقلت من خلالها البشرية إلى الضفة الأخرى من التطور المتمثلة بالثقافة.