المُونتاجُ والمَلَامِحُ السِّينَمَائيَّة فِيْ سَرْدِ لِيْف تولستوي دراسة نقديَّة تطبيقيَّة
الملخص
تتلاقىٰ الأنواع الأدبية وتتلاقح، وتربط بينها أواصر القربىٰ وصِلاتها؛ لذا فلا غرابة أن نجد ملْمَحاً لنوع أدبيّ ما في نوع آخر؛ إذ يشتركان في مورِّث كتابيٍّ واحد. من هنا جاءت هذه الورقة البحثية لتجلو الغبار عن أهم آليات الصناعة السينمائية في سرد تولستوي؛ إنها "المونتاج" الذي يعدُّ العمودَ الفِقْرِيَّ الذي يُقيْم الجسدَ السينمائي، والعصبَ الذي يحِّركه. ناقش البحثُ هذه القضيةَ وبوَّبها في عِدّة خانات؛ فبدأ بتمهيد تعرَّض فيه لمصطلح السينما، والمونتاج، والرواية، والسرد، وغيرِها من المصطلحات، موضحاً حوافَّ الالتقاء بين السينما والرواية. وبعد ذلك أتىٰ المبحث الأول ليوضِّح آليات تكوين المشهد الروائي؛ متحدثاً عن زوايا الكاميرا الروائية وحركاتها ومسافاتها، تلاه المبحث الثاني ليبيِّن كيفية تكوين اللقطات وتوزيع وحداتها الديكورية والإضافات الإكسسوارية التزيينية، كما بيَّن كيفية الانتقال بين اللقطات وحُسْن ربْطِها، ثم جاء المبحث الثالث ليشير إلىٰ منتجة الصوت، فعرض فسحةً للمشاهد الصامتة وأخرىٰ للمشاهد الصائتة، عقِبَهُ مبحثٌ رابع رُهِنَ للحديث عن منتجة الإضاءة متعرِّضاً للحديث عن الإضاءة الطبيعية وكذلك الصناعية، كما أنه لم يُغْفِلِ الحديث عنِ الألوان ودورها في إحداث التأثير النفسي والدرامي؛ وذلك بوضعِها في سياقات روائية معينة لتحقِّقَ أغراضاً جمالية وفكرية محدّدة. وذُيِّل البحثُ بخاتمة استخلصتْ أهم طروحات البحث، وتضمَّنتْ نتائجَ وتعميماتٍ، بالإضافة إلىٰ ثُلَّة من التوصيات والمقترحات.