الصُّورة الكلاميَّة بين الوضوح والغموض (دراسة دلاليَّة جماليَّة في شعر المتنبِّي)
الملخص
ارتبطت الصُّورة الكلاميَّة عند الدارسين العرب قديمًا وحديثًا بالصياغة اللُّغويَّة التركيبيَّة التي يستطيع المتكلِّمُ عبرها أن يحمِلَ المعنى إلى المتلقِّي ليُعبِّرَ عمَّا يجولُ في خاطره من أفكارٍ ومشاعر لا يستطيع أن يوصلها إلى المتلقِّي إلَّا في صورٍ كلاميَّةٍ تُساعدهُ في بلوغ ذلك، وقد عُرِفَ مصطلح الصُّورة الكلاميَّة عند الدَّارسين العرب منذ القِدم، إلَّا أنَّه أخذَ صداه عند الناقد عبد القاهر الجرجاني (- 471 أو 474هـ) نظرًا لاهتمامه الكبير بنظريَّة النَّظم لإثبات إعجاز القرآن الكريم، فأثبت أنَّ الألفاظ والمعاني لا انفصال ولا تفاضلَ بينها، وذلك عن طريق مفهوم الصورة الكلاميَّة، تلك الصُّورة التي تُعبِّرُ عن المعنى في صياغةٍ لغويَّةٍ تركيبيَّةٍ من غيرِ فصلٍ بين اللَّفظ والمعنى فيها، وقد عمد هذا البحث إلى إظهار الجماليَّات الكامنة في الصُّورة الكلاميَّة سواء في وضوح معناها أم في غموضه، من خلال دراسة بعض شعر المتنبِّي الذي تظهر فيه تلك الجماليَّات بشكلٍ جليٍّ.