المرأة في شعر مزاحم العقيليّ
الملخص
المرأة عنوان مضيء من عناوين التّجربة الشّعريّة، وقد نالت اهتماماً كبيراً من الشّعراء منذ القِدم إلى يومنا هذا؛ إذ كان لحضورها قيّم جماليّة وشعوريّة وفنّيّة معاً.
والشّاعر مزاحم العقيلي صوّر المرأة صوراً تنوّعت فيها رموز حضورها في نسيج قصائده، فنجدها رمزاً للخصب والنّماء والحياة، وتارة أخرى رمزاً لتلك الأنثى الجاحدة المُستبدّة الظّالمة التي لم تقابله الحبّ بالحبّ، وتارة أخرى نجدها تلك الأنثى الرّمز التي تبوح بجماليّة دلالةِ ذاك الرّمز الذي تختزنه. وقد احتلّت المرأة في شعر مزاحم العقيلي مزايا عديدة؛ إذ نجد المرأة الحبيبة التي كانت ملهمته، ومصدر شوقه، وحبّه ومعاناته وإلهامه.
وجسّدت المرأة الحبيبة مشهداً جماليّاً مليئاً بعذريّة الحبّ، وسموّ الوصف الدّاخليّ لأنثاه، والإشادة بفضائلها، وجماليّة حضورها، ونجد المرأة الرّمز التي امتلأت بتفاصيل الإلهام كلّه، والبوح والحياة والدّيمومة.
ولم يقف العقيلي عند المرأة الحبيبة أو المرأة الرّمز، بل تحدّث أيضاً عن المرأة المطلق، وهي نصف هذا الوجود القائم على الذكر والأنثى، فتحدّث عن جسدها حيناً، وترحالها حيناً آخر، وتحدّث عن المرأة القريبة التي مثّلتها الزّوجة، لكنّه في مشاهد حضور الأنثى تميّز بدلالات الرّوح التي وهبتها المرأة، فاتّخذ شعره جماليّة عميقة، برزت في جماليّة تأثيرها فنّيّاً ودلاليّاً.