استخدام النمذجة لدراسة تأثير بعض المؤشرات على ارتشاح سوائل حفر الآبار النفطية والغازية
الملخص
تمثل عملیة حفر الآبار الخطوة العملیة الأولى في الصناعة النفطیة، التي یمهد لها بعملیات الإستكشاف الجیولوجي و الجیوفیزیائي. الجدوى الإقتصادیة للصناعة النفطیة تتبع بشكل كبیر متانة و جودة إنجاز البئر و تتمیز عملیة الحفر بكلفتها العالیة نظراً للمواد التي تستهلكها (المعدنیة و الكیمیائیة)، و الزمن الكبیر اللازم لإنجازها. تزداد هذه الكلفة بازدیاد عدد المشاكل و الصعوبات التي تحدث أثناء الحفر و طرق معالجتها. یتم تقییم درجة نجاح حفر الآبار بمدى انخفاض كلفتها أولاً، ثم بمدى تأثیرها على المكمن الذي یشكل الهدف النهائي لها (تلویث الطبقة المنتجة). إذاً لبدء عملیة استثمار المكمن یجب انجاز حفر البئر بأقل كلفة ممكنة و أدنى درجة تلویث للمكمن.
و نتیجة لأهمیة التأثیر المتبادل بین سائل الحفر و جدارن البئر و لفهم آلیة هذا التأثیر و آثاره على استمارر عملیة الحفر و طریقة التحكم و السیطرة على المشاكل الناتجة عنه، یجب دارسة ظاهرة إرتشاح سائل الحفر في الوسط الصخري المشكل لجدارن البئر.
و تكتسب هذه الدارسة أهمیتها العملیة لأنها تشكل المفتاح الأساسي لحل العدید من المشاكل المتعلقة بعملیات الحفر. حدیثاُ بدأ الاعتماد على طریقة المحاكاة و النمذجة الریاضیة التي تمكننا من التقلیل من مشاكل عملیات الحفر المتعلقة بثبوتیة جدارن البئر و تلوث المنطقة المجاورة للبئر نتیجة إرتشاح سائل الحفر، و ذلك من خلال ما توفره هذه الطریقة من قدرة تنبؤیة تساعد على فهم أفضل لآلیة الارتشاح بشرط توفر المعطیات اللازمة لحل النموذج الریاضي المعایر، بطریقة تحلیلیة أو رقمیةـ من هذا المنطلق نتناول في بحثنا دارسة لظاهرة إرتشاح سائل الحفر و إمكانیة صیاغة نموذج ریاضي للإرتشاح السكوني و الحركي لهذا السائل.