مقاربة تحليلية نقدية لمفهوم النفس وعلاقتها بالجسد في ضوء الفلسفة المثالية وعلم النفس العصبي
الملخص
سعى البحث الحالي إلى الكشف عن قوى النفس الإنسانية، ودراسة العلاقة بين النفس والجسد في ضوء الفلسفة المثالية وفي ضوء علم النفس العصبي، ومن ثم تقديم مقاربة تحليلية نقدية لمفهوم النفس وعلاقتها بالجسد في ضوء الفلسفة المثالية وعلم النفس العصبي، وذلك من خلال آراء عينة من ممثلي الفلسفة المثالية (أرسطو، أفلاطون، أفلوطين، ديكارت) بالإضافة إلى علم النفس العصبي، ولغرض تحقيق أهداف البحث فقد تم اعتماد المنهج الوصفي التحليلي، ومن أهم النتائج التي تم التوصل إليها:
- تتمثل النفس الإنسانية بمجموعة من القوى (الوعي، العقل بما فيه من ملكات التخيل والذاكرة وصولاً إلى أعلى ملكة هي التفكير، الانفعال، الإحساس، الغرائز، القوة الغاذية).
- رغم تأكيد الفلاسفة أنصار المذهب المثالي على جوهرية النفس واختلاف طبيعتها عن الجسد إلا أنّه كانت لديهم أيضاً وجهات نظر مشتركة حول وجود علاقة بين النفس والجسد لعل أبرزها:
- يربط كل من أفلاطون وأرسطو وأفلوطين وديكارت بين العقل والحس.
- يتفق أرسطو وأفلوطين أنّ الإحساس لا يحدث إلا بتوسط الجسم أو يعود إلى المركب من الجسم والنفس.
- يتفق أفلاطون وأفلوطين أنّ الانفعال لا يمكن أن يحدث إذا كانت هذه النفس مفارقة للجسد، فالانفعال ينتمي إلى المركَّب من النفس والجسد.
- يتفق أفلاطون وأرسطو وأفلوطين أن العقل مفارق غير ممتزج بالجسم.
- يتفق أفلاطون وأرسطو وأفلوطين بأنّ النفس علة الحركة في الجسد.
- يشير أفلاطون وأرسطو وأفلوطين وديكارت إلى وحدة النفس والجسد.
- يشير أرسطو إلى أنّ النّمو ينشأ من النّفس لا من تركيب الجسد، وذلك بفضل القوة الغاذية في النفس.
- يرى علم النفس العصبي أن النفس موجودة بطريقة مادية في المشتبكات العصبية المختلفة الموجودة في الدماغ، والتي تتصل ببعض من خلال نبضات كهربائية تحت تأثير مواد كيميائية وهرمونية خاصة، وإنّ ما يحدث من انفعالات وعمليات عقلية إنما تعود إلى عمل الجهاز العصبي.
- في ضوء التحليل والنقد الموجه للفلسفة المثالية وعلم النفس العصبي يمكن القول بوجود النفس كجوهر روحاني مختلف عن طبيعة الجسد المادية، ووحدة العلاقة والتفاعل بينهما فالجسم بما فيه من وظائف خاصة بأعضاء الجسم بالإضافة إلى القدرة على الحركة والنمو موجودة فيه بالقوة ولا يمكن أن تتحقق إلاّ بوجود النفس، وكذلك بدون العقل فالحواس لا تعطينا سوى معارف مضللة وناقصة، من جهة أخرى تحتاج النفس في تحقيق قواها إلى وجودها في الجسم لتمارس فيه وظائفها كالتفاعل الحاصل بين النفس والجهاز العصبي بما ينتج عنه الإرادة والفعل والسلوك للإنسان، كما تم التوصل إلى أنّ الذكاء قوة عقلية فطرية تعود إلى النفس بالإضافة إلى الاستعداد الوراثي الذي يحدد التركيبة الفسيولوجية للقشرة المخية، فلا تتحقق قدرات الدماغ الوراثية الكامنة ولا تتحدد ماهيته بدون القدرات العقلية الفطرية، وكذلك بدون وجود التركيب الفسيولوجي السليم للدماغ لا يتحقق الظهور الحقيقي للقدرات العقلية الفطرية.
التنزيلات
منشور
2023-06-25
إصدار
القسم
سلسلة العلوم التربوية