درجة توفر بعض مهارات حماية الطفل من الإساءة لدى تلاميذ الصف الأول الأساسي في مدينة حمص من وجهة نظر أولياء الأمر
الملخص
تعد مرحلة الطفولة من المراحل المهمة في حياة الفرد، فهي تمثل حجر الأساس في تكوين شخصيته، وتحديد سلوكه، فعلى أساسها تبنى الحياة المستقبلية؛ وبقدر ما يكون الأساس قوياً راسخاً، يكون البناء متماسكاً متيناً، وعلى العكس من ذلك فإن تعرض الفرد خلال طفولته لخبرات مؤلمة وصادمة يؤثر في شخصيته مستقبلاً، وفي تحمل مشكلات الحياة وحلها، فحياة الفرد سلسلة متصلة الحلقات يتأثر فيها الحاضر بالماضي، ويؤثر الحاضر في المستقبل. لذا وجبت رعاية الطفل وحمايته حماية شاملة متكاملة تشمل جميع النواحي.
وقد حظيت قضية حماية الطفل بمنزلة خاصة في الاتفاقيات الدولية الداعمة لحقوق الطفل وحمايته، وكانت نقطة البداية للاهتمام بهذه القضية عام١٩٢٤م، عبر إعلان جنيف الذي يشمل خمسة مبادئ، منها: حقُّ الطفل في النموِّ الطبيعي والمادي والروحي، وحظرُ استغلاله.
إلا أن تم التوقيع على اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن الأمم المتحدة، عام١٩٨٩، والتي بدأ تنفيذها في سبتمبر1٩٩0. وقد اختصت المادة (١9) من هذه الاتفاقية بمفهوم حماية الأطفال من كافة أشكال الإيذاء.
ومع انتشار حالات تعرض الأطفال للإيذاء والإساءة، كان لابد من مواجهة مع النفس وترتيب الأولويات حول منح الأهمية القصوى لتوفير الأمان والحماية للأطفال، وليس هنالك من طرائق لمواجهة تلك التحديات إلا من خلال تزويد التلميذ بالمهارات التي تعينه على ذلك، بالتالي لم يعد تعلم مهارات الحماية مطلباً ينبغي أن نأخذ به، بل أضحى ضرورة من ضرورات الحياة العصرية، وخاصة في ظل تزايد انتشار حالات الأطفال المعرضين للإساءة بشكل كبير.
وقد أوصت الكثير من المؤتمرات بتقديم التوعية مباشرة إلى الأطفال، من خلال تزويدهم بثقافة عامة تمكنهم من حماية أنفسهم، وتنمي لديهم الكثير من مهارات حماية الذات، ومن هذه المؤتمرات:
"المؤتمر الدولي الثاني لحماية الأطفال من التحرش الجنسي" (2015) المنعقد في دبي، ومؤتمر "الحماية الاجتماعية والتربوية والنفسية للطفل" (2019) المنعقد في الكويت.
وفي سوريا أكدت الخطة الوطنية لحماية الطفل (2005)، ضرورة تضمين مفاهيم حقوق الطفل وحمايته في مناهج التعليم الأساسي؛ لتثقيف الأطفال حول حقوقهم ومسؤولياتهم وواجباتهم، ومفهوم الاستغلال وإساءة المعاملة، ومساعدة الطفل على اكتساب مهارات التصدي، والمعرفة في إمكان الإبلاغ عن سوء المعاملة.
بناء على ما سبق تتضح الحاجة الملحة إلى تقديم التوعية للأطفال، وتنمية مهارات الحماية الذاتية لديهم بوصفها إحدى مقومات منع تعرض الطفل للإساءة بشكل عام والإساءة الجنسية بشكل خاص، لذا جاء البحث الحالي بغرض معرفة درجة توفر مهارات الحماية من الإساءة الجنسية لدى تلاميذ الصف الأول الأساسي من وجهة نظر أولياء الأمر.