ضبط الأسواق في العصر الأموي
الملخص
نظراً للأهمية الكبيرة للجانب الاقتصادي لأي دولة من الدول، حرص الإسلام على العناية بكل ما يخص الحياة الاقتصادية للدولة العربية الإسلامية، لاسيما الأسواق التي تعد نقطة ارتكاز الاقتصاد، والمحرك الرئيسي لنبض الحياة اليومية، والحلقة الأهم في عمليات البيع والشراء والمبادلة.
لهذا لاقت الأسواق اهتماماً وعنايةً كبيران في الدولة العربية الإسلامية منذ أيام الرسول الكريم (ﷺ) ومروراً بالخلفاء الراشدين، ووصولاً ببني أمية، الذين حرصوا على ضبط الأسواق ومراقبتها من خلال إيجادهم لأساليب صارمة أدت دوراً فاعلاً في تفعيل الرقابة على الأسواق، حيث عينوا مراقبين مخصصين للقيام بهذه المهمة، واختاروا هؤلاء المراقبون ممن تتوافر فيهم الشروط التي من شأنها أن تساعدهم على إنجاح مهامهم التي كُلفوا بها، والتي كان منها حل النزاعات في الأسواق، والاهتمام بأحوال التجار، إضافة إلى مراقبة الأوزان والمكاييل ومنع التلاعب بها، ومن ثم فرض العقوبات على المخالفين، سواءً الغشاشين أو المتاجرين بالمحرمات.
وقد خصص لهؤلاء المراقبين أماكن محددة يتواجدون فيها بشكل دائم ضمن الأسواق، ربما الغاية من ذلك تسهيلُ عملهم، ولكي يكونوا على تماس مباشر ومستمر مع الناس والتجار.
هذه الإجراءات أسهمت في ضبط الأسواق، ومراقبتها، مما انعكس بشكل ايجابي على الحياة العامة للناس في الأسواق.