وقف الإنارة على المنشآت التعليمية والدينية في العصر المملوكي في مصر وبلاد الشام والحجاز
الملخص
كان الوقف من أهم أسباب إنشاء المؤسسات التعليمية والدينية ورعايتها وقد حرص الواقفون على إنارة هذه المنشآت بوسائل الإنارة الصناعية المتوفرة في ذلك العصر لأجل إتمام مهمتها، وخصص أصحاب الوقف جزءاً من أوقافهم لأجل الإنارة، ووقفوا الزيت والشمع وخصصوا أموالاً للقناديل، واهتموا بالمناسبات الدينية والمواسم فزادوا في هذه الأوقاف بشكل خاص، وكانت إنارة القناديل دليلاً وإشارة لبدأ مواسم معينة كشهر رمضان، ووقت السحور، كما حرص الواقفون على إهداء القناديل والشموع للأماكن المقدسة وجعلها تبدو بأبهى صورة ، كما خصصت الوقفيات رواتب لمن يقوم بمهمة إيقاد المصابيح وسمي الوقاد واشتهر بعض الوقادين عبر التاريخ ووردت أسماؤهم في المصادر كما أصبحت لهم أدوات خاصة تساعد على قيامهم بعملية التنظيف والايقاد، وكان هناك صفات خاصة يجب أن تتوفر في الوقادين، كما كان هناك نساء يعملن بهذه المهنة لاسيما في الأماكن المخصصة للنساء، وأصبحت القناديل وعناصر الإضاءة الأخرى في عصر المماليك قطعاً فنية رائعة الجمال وشديدة التزيين ونقشت عليها في بعض الأحيان أسماء الواقفين وشهدت على التقدم الفني في ذلك العصر.