السفارات العربية ـــ البيزنطية في العصرين الراشدي والأموي
الملخص
السفارة من أقدم وسائل الاتصال؛ لأن الإنسان مدني الطبع، فلا يمكن لأي فرد من أفراده أن يعيش منفرداً عن الآخرين، منعزلاً عنهم، سواء في الحياة الفردية أو الاجتماعية أو الدولية، ولا يختلف حال الأمم والشعوب عن حال الأفراد، وبذلك يظهر أن تبادل الرسالات والسفارات بين الأمم والدول حاجة ضرورية لتنظيم العلاقات في السلم والحرب، وفي مجالات سياسية وثقافية واقتصادية وحضارية وغيرها من حقوق الحياة الإنسانية.
فقد بودلت السفارات بين البيزنطيين والعرب في العصر الراشدي والأموي لأغراض شتى، منها ما يتعلق بالتجارة ومنها ما يتعلق بإيجاد حسن الجوار، وهذا الجانب يختلف عن العلاقات السياسية المقصورة على الحروب والحركات العسكرية. حيث يذكر البحث حركات السفراء والوفود سواء أكانوا من العرب إلى بيزنطة أو من بيزنطة إليهم في العصرين الراشدي والأموي.
كما أن السفراء كانوا يتحلون بجملة من الصفات حتى يتم تعيينهم من ذلك الحالة الصحية والفطنة والذكاء وسلامة اللغة وغيرها؛ لأن السفير هو صورة بلده ودينه لذلك كان هناك شروط لاختياره وضع قواعدها الرسول الكريم. وبقي الخلفاء المسلمون يتبعونها لاختيار سفرائهم، ولم تكن السفارة للدعوة لعقد الصلح فحسب، بل كانت لها مهام أخرى مثل: الدعوة للإسلام، التفاوض لعقد الصلح، أو حتى في بعض الأحيان للتجسس على العدو.