نصوص باللغة الأكدية من كومِد (كامد اللوز) من القرن 14 ق.م
الملخص
كانت مناطق بلاد الشام الساحلية خلال عصر العمارنة (القرن 14 ق.م) خاضعة للسيادة المصرية، في صيغة نظام "الانتداب"، ومقسمة إلى ثلاث مناطق أو ولايات، هي: ولاية خَزّة (غزّة) في الجنوب، ولاية كومِد (كامد اللوز) في الوسط، ولاية أمورّو (صُمُر) في الشمال. ويستقر في كل منها مندوب ملكي مصري، بصفة مراقب عام (في الأكدية: رابص) إلى جانب حاكم محلي، كما يوجد فيها مقر حكم متميز وحامية عسكرية مصرية.
شهد الصراع المصري-الحثي حول بلاد الشام، في أواخر العصر، ضعف النفوذ المصري، ويمكن عدّ المعاهدتين اللتين عقدهما الملك الحثي شوبيلوليوما الأول مع نقمادو الثاني ملك أوجاريت، ومع عزيرو ملك أمورو نقطة فاصلة في إطار محاولات تثبيت السيادة الحثية في سوريا، ولم يعد هناك نفوذ مصري في غير المناطق الساحلية الجنوبية من بلاد الشام (فلسطين وجنوبي لبنان والمناطق الداخلية المقابلة لها حتى دمشق).
ازدادت في تلك المرحلة أهمية مدينة كومد، واستمرت بُعيد عصر العمارنة (1360-1336 ق.م)، حيث صار حاكمها يراقب ويشرف على شؤون المناطق الساحلية الشمالية والوسطى، ولم يعد حكام المنطقة يوجهون رسائل إلى مصر، بل إلى حاكم كومد؛ بوصفه الممثل الأساسي للسلطة المصرية في المنطقة.
ومن ثم يمكن تأريخ نصوص كامد اللوز بالسنوات الأخيرة من عصر العمارنة، أو بعد ذلك مباشرة، كما يتضح من أسماء الحكام المذكورين فيها، فالمدعو زلايا حكم دمشق بعد بيرياوازا، وإيلي رابي أو رابخ حكم جُبْلا (جُبيل، بين بيروت وطرابلس) بعد رب هدّا، وقد كان السابقان يحكمان خلال عصر العمارنة.