أرض كنعان عشيّة انهيار حضارات البرونز الخروج وحروب الاستيطان بين الموروث الكتابي وعلم الآثار
الملخص
بدأ النّقد العلمي لروايات التوراة في وقتٍ لم يكن واضحًا بعد أن التاريخ اليهودي يمكن أن يكون مادة علمية قابلة للبحث أساساً، فقد يبدو لكثير من المؤرخين أن الجزء المهم من التاريخ اليهودي انتهى مع التوراة، ولم يتبقَّ سوى سيرة طويلة من المعاناة والشتات.
ومع ذلك، لا نستطيع أن نبدأ من قصص الآباء موسى ويشوع كنقطة انطلاق للتاريخ العبراني، لسبب بسيط هو أن التاريخ العبراني لم ينفصل بعد عن القراءة الدينية، ومن المؤكد أن الوثائق التي تؤيد تاريخانية قصص الآباء لم يُعثَر عليها، فضلاً عن أن قصصهم مليئة بأشياء لم يكن من الممكن حدوثها، كانهدام أسوار أريحا ووقوف الشمس في كبد السماء وغيرها من سرديّات لا تخلو من المبالغة والخرافة فيما يسمى اصطلاحاً الخروج من مصر واستيطان العبرانيين في أرض كنعان، ويعرض المقال رأي علم الآثار وعلم التاريخ في الموروث الكتابي المستند إلى العهد القديم؛ ويدقق فصلة من سرده الطويل فيما روى عن الدين والتاريخ.