الحضارة العربية الإسلامية في ظل النشاط البحري
الملخص
من البديهي أن يقترن وجود مجتمع من المجتمعات أو فرداً من الأفراد بحضارة قائمة تطبع ذاك المجتمع أو الفرد بطابعها الخاص، وبما أن الحضارة ترتكز على مقومات فأنها تنشأ متأثرة بعوامل متعددة النواحي السياسية والاقتصادية والفكرية والدينية، ولأن النشاط البحري كونه جزءاً لا يتجزأ من معطيات الحضارة، فقد كان له أثراً لا يمكن إغفاله على الدول من الناحية الحضارية، وساهم في تكوين الحضارات وتشكيلها سواءً سلباً أو إيجاباً.
والبحث في هذا الصدد يهدف إلى تقديم صورة يتضح من خلالها أثر النشاط البحري ودوره في حضارة الدول التي قامت على ساحل البحر الأبيض المتوسط خلال المرحلة الإسلامية الوسيطة في بلاد المغرب العربي الإسلامي، بما في ذلك السلوك والذهنية التي سادت لدى أهل المغرب العربي الإسلامي.
فالقول بأثر النشاط البحري في حضارة أهل المغرب العربي الإسلامي يعني دراسة عدة نواحي لإماطة اللثام عن حياة المجتمع المغربي في ذلك الوقت، وهي: الناحية الثقافية، والاقتصادية، والدينية بالنسبة لكل بلد حسب المعلومات المتوافرة.